لماذا دُفن سيدنا يوسف فى نهر النيل ولماذا لم يُدفن في الأرض ومن النبي الذي أخرجه وأين قبره الآن؟
فقد اعتبر يوسف -عليه السلام- فعل ذلك خيانةً وظلمًا لنفسه وظلمًا للعزيز الذي أكرمه وآواه في بيته، واستعاذ بالله -تعالى- من هذه الفتنة ولجأ إليه ليحصّنه منها، وهرع إلى الباب هربًا منها ولكنها لحقته وأمسكت بقميصه من الخلف فانشق في يدها، قال -تعالى-: (وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِن دُبُرٍ)، وحينها ظهر زوجها؛ فاشتكت يوسف -عليه السلام- إليه واتّهمته بأنّه يحاول أن يغويها.
مكر امرأة العزيز
وصل خبر إغواء امرأة العزيز ليوسف -عليه السلام- إلى نسوة المدينة، وبدأ الحديث يدور بينهن عما فعلت، وحين سمعت بما يدور بينهنّ أرادت أن تبيّن لهنّ سبب فعلتها تلك؛ فقررت إعداد سفرة من الطعام ودعوتهنّ إليها، وحين جلسن أعطت كل واحدة منهنّ سكينًا لاستخدامها في الأكل، ثم طلبت من يوسف -عليه السلام- أن يخرج عليهنّ، وحين ظهر ورأينه لم يصدقن أعينهنّ من جماله، ومع ذهاب عقلهنّ في ذلك جرحن أيدينّ بالسكاكين التي معهنّ، ولم يصدّقن أنّ هذا بشر وإنما هو ملاك، قال -تعالى- واصفًا ذلك: (فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ)، ووقفت متعذرةً عمّا فعلته من مراودة يوسف -عليه السلام- عن نفسه، وبينت لهن أن جماله هو سبب فتنتها، وحين رأى يوسف -عليه السلام- ذلك دعا الله -تعالى- قائلًا: (قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ ۖ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ).
يوسف عليه السلام أمينًا على خزائن مصر
تولى يوسف الإشراف على خزائن الأرض وأصبح عزيز مصر، فبعد مرور السنوات تحققت نبوءته، وعم الجفاف الأرض، ولكن خزائن مصر كانت تمتلئ بالخيرات لتنفيذهم وصية يوسف عليه السلام، وما أمرهم به.
جاءت الوفود من مختلف البلاد للتزود بالغلال من مصر إلى أن دخل وفدًا ليس غريبًا هذه المرة إنهم أخوة يوسف الذي عرفهم من أول ما رآهم لكنهم ما عرفوه، وطلبوا منه أن يعطيهم فوق عددهم لأن عندهم أخ آخر لكن أبوه لا يتركه يسافر معهم.
أوفى لهم يوسف المكيال لكن طلب منهم أن يأتوا بأخيهم معهم المرة القادمة ليكيل له معهم، لكنهم بينوا أن أبوه لن يتركه لهم، فأمر رجاله أن يضعوا لهم ما جاءوا به لمبادلته؛ حتى يرجعون مرة أخرى لأخذ ما يريدون.
لما رجع إخوة يوسف إلى أبيهم وجدوا بضاعتهم ردت إليهم، وظلوا يحاولون مع أبيهم حتى وافق أن يسافر أخوهم معهم على شرط أن يتعهدوا له بحفظ سلامة أخيهم، وتحقق ليوسف ما أراد، وجاء أخيه معهم الذي كان يحبه، ودبر لمجيء أبيه بأن أمر رجال القصر أن يضع مكيال الغلال في رحل أخيه حتى يمنعه من العودة معهم.