لماذا دُفن سيدنا يوسف فى نهر النيل ولماذا لم يُدفن في الأرض ومن النبي الذي أخرجه وأين قبره الآن؟
نتج عن كيد إخوة يوسف وحسدهم له؛ مؤامرة تُفضي إلى قتله حيث قال تعالى: {اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ} فاختاروا له إما القتل أو أن يُطرح في أرضٍ بعيدةٍ عن المساكن ومجهولة فلا يعرف أحد له طريق، واقترح أخ له وهو يهوذا أن يُلقى في بئر لعلّ أن يراه أحد ممن يمرون على البئر وكان هذا أرحمهم بيوسف فلما طلبوا من أبيهم أخذ يوسف ليذهب معهم في فسحة للعب رفض ذلك، وكان قد أحس بمكرهم فخاف عليه، فاعتذر لهم عن الموافقة على أخذه معللًا ذلك بأنه خائف من انشغالهم عنه فيأكله الذئب. فذهب معهم وأظهروا ليوسف ما كانوا يخفون من كيد وعداوة فضربوه وألقوه في بئرٍ وانتزعوا قميصه ليكون دليلًا لهم عند أبيهم فوضعوا عليه الدم الكاذب ليدعوا أن الذئب هو من أكل يوسف والقميص الذي وضعوا عليه الدم هو الدليل لديهم، وعادوا وهم يبكون متظاهرين بالحزن على يوسف، فلما أخبروا يعقوب بذلك علِمَ أنها مكيدة من إخوته وحزن حزنًا شديدًا.
سيدنا يوسف والقافلة
وبعد ثلاثة أيام من إلقاء يوسف في الجب، كانت هناك قافلة تسير من مدين باتجاه مصر فنزلت قريبًا من البئر الذي رُميَ به يوسف بعد أن تاهت في طريقها، فلمّا ألقوا الدلو في البئر مسكها يوسف وتشبث بها فلما رآه غلامًا حسنًا أخبر قومه بما وجد قيل أنه أخفى هو ورفاقه يوسف عن بقية القافل، وقيل أن إخوة يوسف لما علموا بهم قالوا لهم هذا عبدٌ لنا أبق، فأخذوه وباعوه بثمن بخس أي بدراهم لا تُعد ولا توزن فاشتراه عزيز مصر وطلب لأهله أن يكرموه عسى أن ينفعهم لاحقًا.
فتنة امرأة العزيز
ترعرع يوسف -عليه السلام- وكبر في بيت العزيز وزوجته، وحين بلغ أشدّه حاولت امرأة العزيز فتنته وأرادت أن توقعه في الفاحشة، فراودته عن نفسه واستدرجته، لكنّ يوسف -عليه السلام- تذكّر الله -سبحانه وتعالى- وتذكّر فضل العزيز عليه وقال: (مَعَاذَ اللَّهِ ۖ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ ۖ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ).