لماذا دُفن سيدنا يوسف فى نهر النيل ولماذا لم يُدفن في الأرض ومن النبي الذي أخرجه وأين قبره الآن؟
بالفعل بدأوا في تنفيذ مخططهم، وطلبوا من أباهم أن يخرجوا جميعًا ليروحوا عن نفسهم، ووافق أبوهم، فأخذوا أخاهم الصغير معهم ثم ذهبوا لمكان بعيد، وأخذوا قميصه الذي يرتديه، وأنزلوه في بئرٍ عميق، ولطخوا قميصه بدماء ليكملوا مخططهم أمام أبيهم، ويقنعونه أن ابنه قد أكله الذئب.
لكن الله سبحانه وتعالى قد أوحى لنبيه بما يصنعون، وأنه سبحانه له الحكمة في أن يتمم مخططهم لأمر أراده لابنه، وعليه أن يصبر ويحتسب ويمتثل لأمر الله، وجاء الأخوة بقصتهم الكاذبة يروونها لأبيهم، الذي ما كان منه إلا أن صبر واستعان بالله.
سيدنا يوسف وكيد أخوته
ما لبث يوسف بين إخوته بعد الرؤيا التي رآها إلا وبدأ يظهر ما خشي والده نبي الله يعقوب- عليه السلام- منه وهو كيد إخوته وحسدهم، فبدأ إخوته العشرة يتجادلون فيما بينهم بشأن زيادة محبة والدهم ليوسف وأخيه الشقيق بنيامين، وكان يوسف أحبّهم إلى أبيه، ولما بلغهم الرؤيا التي رآها يوسف في منامه اتفقوا على الكيد له وظهرَ حسدهم لأخيهم.
وكانوا يرون بأنّهم أحق بمحبة أبيهم لأنهم هم من يقومون بمصالح أبيهم وهم من يقدرون على نفعه وعلى الحلّ والعقد وهم أكبر منه في السن وأقوى وهم عصبةٌ وليسوا اثنين فقط كيوسف وأخيه، فكانوا صغارًا لا نفع منهم ولا قدرة على كسب الرزق، وهنا بدأت الأفكار المليئة بالحقد والحسد للتخلص من يوسف عليه السلام ليستفردوا بمحبةٍ أبيهم
الله غالب على أمره
ترك الإخوة الحاقدين أخوهم في ظلمات البئر ظانين أنهم قد تخلصوا من أخوهم، وأنه هالك لا محالة، لكن الشيطان أنساهم قدرة الله، وحكمته سبحانه، فمر بعض الرجال، ووقفوا عند البئر للسقاية، فوجدوا ذلك الصبي الصغير.
أخذ الرجال الصبي من البئر ثم باعوه سريعًا بثمن قليل، ولكن الذي اشتراه كان من ذوي الشأن في بلده مصر، والذي أكرم معاملته وأحسن إليه.
استقر يوسف في بيت هذا الرجل حتى اشتد عوده، وأصبح فتيًا بهيًا يعلوه الحسن في خلُقه وخَلقه، وخلال تلك السنوات أحسن الله إليه بأن أنعم عليه بالنبوة والحكمة وعلمه تفسير الرؤى والأحلام.
سيدنا يوسف وإلقائه في الجب